العدد الرابع عشر

“وجعي أنيقٌ كالكُحل”

يا سيدي…
هل تعرف ما معنى أنثى تُخفي دمعَها
كما تُخفي المدنُ المقهورةُ ثوراتِها؟
أن تضحك في وجه المرايا،
وفي صدرها
تنام جنازاتُها؟

يا سيدي…
الألمُ ليس رجلًا
كي أصفعه،
ولا خنجرًا
كي أخلعه،
إنه ظلّ يسكنني
كأنني آخرُ نزيفٍ في الأرض…
وأولُ منفى.

أنا تلك التي تمشط شعرَها بالأمل،
وتضفر وجعها
في ضوء شمعةٍ وحيدة.

يقولون لي:
“تماسكي، فالأنوثة وجعٌ أنيق!”
وأنا…
أرتدي كبريائي كما ترتدي السيوفُ صداها،
لكنني أصرخ أحيانًا
حين لا يراني أحد…
حين يخونني الليل،
وأحس بأنني
امرأةٌ من زجاج…
في مدينةٍ من رصاص.

هل كنت تعرف
أن القلب يشيخ من الخذلان؟
وأن الورد حين يُهمل
يموت… واقفًا؟

يا سيدي،
إن الألم في صدري
ليس غريبًا،
إنه حبيبي القديم،
يرتشف قهوتي كل صباح،
ويقرأ جرائدي قبلي،
ثم يكتب لي على الورق:
“اشتقت إليكِ يا وجعي الجميل…”

نوميديا

شاعرة مغربية

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى